العمليات الإسرائيلية إلى أين؟
-مع تدحرج العمليات العسكرية الإسرائيلية بشكل متسارع على كل من الجبهة الشمالية الإسرائيلية، وتوسعها الى مناطق وصلت الى منطقة الخيام جنوب لبنان على المستوى البري، وإلى بعلبك على مستوى النطاق العملياتي، إضافة للجبهة الجنوبية والتي وصلت إلى حد فرض الحصار العسكري على مناطق واسعة في غزة، فإن الواضح أن هناك سعي إسرائيلي لعدم التراجع عن الخطوات العملياتية العسكرية قبل الوصول إلى حد دائم يحقق طموحاتها.
-النقطة اللافتة هو أن تدحرج العمليات العسكرية، يترافق مع تهديدات عسكرية إسرائيلية للدولة في سوريا، ومن الواضح أن هناك ضغوط عسكرية كبيرة من اليمين الإسرائيلي، لتوجيه ضربة في سوريا يمكن وصفها بالضربة التأديبية.
-الخيارات الإسرائيلية في النطاق العملياتي السياسي والعسكري محدودة للغاية، فإما توسيع الجبهة العملياتية العسكرية، وإما التوجه لحل يحقق الطموح الإسرائيلي بتطبيق ما يسمى معادلة (الأمانة الشامل لسكان إسرائيل)، وكلا الحلان يتفاوتان من حيث نسب النجاح، مع ترجيح الخيار العسكري كخريطة طريق يمكن أن تطول قبل الوصول إلى حل سياسي.
-بالرغم من الضعف الذي تعاني منه (المقاومة في لبنان وغزة) إلا أن هذا الضعف يترافق مع عناد سياسي للقوى العسكرية في المنطقتين، فلا تراجع ميداني حالي من القوى في غزة وجنوب لبنان، في محاولة من هذه القوى لكسب نقاط تلقي بظلالها على الملف السياسي.
-بالتالي يمكن القول أن كل ما يتم الحديث عنه إعلامياً حول حل سياسي يلوح في الأفق، هو أمر غير ممكن، ويحتاج الى وقت طويل، وقبل الوصول إلى حل سياسي واضح، من الطبيعي ان تحدث عملية كسر عظم على عدد من الجبهات، ومن ثم الوصول الى تنازلات سياسية من الأطراف التي ستخسر أكثر، لكن من الواضح أن العمليات العسكرية لن تنتهي على الأقل في المستقبل القريب.