لماذا يجب أن نمنح الهيئة فرصة؟ عن معركة حلب
-إذا كانت الحكومة السورية في دمشق، قد ماطلت في الحل السياسي السوري منذ عام 2011 حتى الأن، لماذا لا نعطي فرصة لطرف أخر للإدارة المدنية؟
-إذا كانت الحكومة السورية في دمشق، قد ماطلت وأحرقت مقترح الحكومة الوطنية، ومن ثم المجلس العسكري المشترك، ومن ثم اللجنة الدستورية، ومن ثم أي فرصة تفاوضية، فلماذا لا نعطي فرصة لطرف أخر للإدارة المدنية؟
-إذا كانت تركيا قد إستجدت الحكومة السورية مراراً للجلوس معها من أجل الوصول إلى حل سياسي يتوافق مع مصالح تركيا ومصالح السوريين في دستور جديد يُنجي البلاد من التشرد والفقر والحصار والعقوبات، ورفضت الحكومة السورية مراراً، فلماذا لا نعطي فرصة لطرف آخر للإدارة المدنية؟
-إذا كنا سياسيين أو مدنيين أو نشطاء، فلماذا ننظر بعين سابقة لتاريخ هيئة تحرير الشام، فإن كانت هيئة تحرير الشام متشددة سابقاً، فلماذا ننسى ما حققته لشمال غرب سوريا من تطور إقتصادي لا ينكره أحد في ظل وجود ثلاثة ملايين نسمة في رقعة محدودة الموارد؟ وهل نسينا أن الهيئة كانت الذراع الأول التي تم إستخدامها لتقزيم دور المتشددين الذين أعادوا الثورة أعوام للخلف؟ فلماذا لا نعطي للهيئة دور تجريبي ربما لنرى ماذا ستفعل إن توسعت سلطاتها؟
-إذا كانت الحكومة السورية متهمة بإعتقال مئات الآلاف وقتلهم وتجويع وتشريد الملايين، بمعنى أنها حكومة مجرمة، فهل من الخطأ ان نرى جهة أخرى تحكم بعض مناطق البلاد؟
-إن ما يحدث في شمال غرب سوريا، هو نتيجة تعنت الجهات الحاكمة في دمشق، وعدم رضاها بأي حل سياسي في سوريا، وإن لم يكن حلاً من أجل سوريا، بل من أجل السوريين الذين اتعبتهم ومزقتهم سنوات الحرب.
وإن ما يحدث في سوريا هو أمر كان لابد أنه سيحدث، لأن الجمود السياسي لن يذيبه إلا عملية عسكرية واسعة كالتي تحدث الآن.
-من كان يعتقد أن الجولاني متشدد فهو شخص جاهل ببراغماتية الجولاني، ومن كان يعتقد أن حكومة الإنقاذ التابعة له ضعيفة، فهذه الحكومة تدير ملف ثلاثة ملايين نسمة في أصعب الظروف الإقتصادية والعسكرية والسياسية، ومن كان يعتقد أن حكومة النظام أفضل فلينظر إلى الواقع الذي تعيشه مناطق النظام، فالكهرباء لا تصل الا بعض ساعات في حين تصل الكهرباء الى إدلب على مدار الساعة، وإن كانت الإتصالات شبه منقطعة في مناطق النظام فهي لا تنقطع في مناطق سيطرة الهيئة، ومن ينظر إلى إقتصاد النظام فهو يعلم أنه لولا دعم مناطق شمال غرب سوريا، كان السكان سيأكلون أنفسهم.