أبحاث ودراساتالأخبارتقارير اقتصاديةتقارير سياسيةتقارير عسكريةدولية

حزب الله: تناقض الواقع مع المأمول

-المفاوضات الجارية بين إسرائيل وحزب الله في الوقت الراهن، هي مفاوضات تتم بين إيران وإسرائيل عملياً، وذلك كون إيران أرسلت عدة رسائل للجانب اللبناني تؤكد أن شيئاً لن يتم إلا بموافقة إيران، وهذا ما نقله علي لاريجاني الى بيروت في زيارته الأخيرة، وبالتالي فغن المفاوضات القائمة حالياً، والمبادرات لن تصل إلى نتيجة طالما أن إيران تهدف بشكل مباشر إلى عدم تمرير الإتفاق دون الحفاظ على مصالح محددة وهي موقع حزب الله السياسي والعسكري والحكومي في لبنان، والحفاظ على المستوى الإقليمي لحزب الله سيما في سوريا، وهذه الخطوط الإيرانية لا تلقى إستجابة من إسرائيل.
-بالرغم من الخسائر الميدانية على المستوى الجيو عسكري للجانب اللبناني في عمليات جنوب لبنان، وتقدم إسرائيل الميداني المستارع في الجنوب، إلا أن الحزب غير قادر على إتخاذ قرار سياسي واضح، يحصل من خلاله على إمتيازات سياسية وجيو عسكرية متوازية، وذلك يعود لتناقض الأهداف التي تسعى لها إيران مع سياسة الحزب الضعيفة نتيجة ضعف موقف الحزب، فضلاً عن إرتباط قرار حزب الله بالجبهات الخارجية والسياسة الإيرانية.
-خسر حزب الله أكثر من 70% من قيادات الصف الأول خلال العمليات العسكرية التي نفذها جيش الدفاع الإسرائيلي، إلا أن حزب الله قادر على تعويض هذه القيادات من القيادات العاملة ضمن مجلس الجهاد ومجلس الشورى، ومع ذلك فإن حزب الله في حال إستمراره في الحرب يعي أن عملية الإستنزاف لوحداته القتالية مستمرة، وهذا يعني إضعاف موقفه السياسي والعسكرية في الجبهة الداخلية اللبنانية.
-لا يوجد خطة أمنية وعسكرية واضحة لحزب الله في المستقبل، وذلك كون الحرب الشاملة التي تشنها إسرائيل، غير واضحة المعالم، سيما على مستوى الخط النهائي لهذه العمليات، فقادة حزب الله يتسائلون إلى أي مدى إسرائيل ستصل عسكرياً وأمنياً في العمليات الحالية، وهذا ما يعيق بشكل فعلي قدرة حزب الله على مواجهة الكتلة العملياتية السياسية والعسكرية الموجهة ضده.
-في المحصلة فإن حالة حزب الله الحالية، هي حالة من الضياع، إن كان على المستوى العملياتي الحالي، أو حتى على مستوى موقع حزب الله في الجبهة الداخلية اللبنانية في المستقبل، في ظل تكتلات وتحالفات من أحزاب المعارضة اللبنانية ضد المحور الذي يقوده حزب الله وإيران في لبنان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى