دولية

إلى أي مدى ستقف إيران مع حزب الله في الصراع الحالي؟

-تعمل إيران ضمن إستراتيجية، تقوم على إستخدام أوراق متعددة في الخارج، كي تكون هذه الاوراق جزء من إستراتيجية بناء نفوذ سياسي مؤثر، وتحديداً في القضايا الجوهيرة الخارجية التي تهتم بها إيران، وتتمسك إيران بالحفاظ على هذه الأوراق، كونها ترى أن هذه الأوراق قادرة على تحقيق مكاسب سياسية على المديين البعيد والقريب.
-الورقة العسكرية والأمنية، هي أهم اوراق إيران الإستراتيجية، وهنا نحن نتحدث عن الورقة العسكرية والأمنية، التي ترتبط بالوحدات العسكرية غير الإيرانية العاملة في الشرق الأوسط، وتحديداً حزب الله-الحوثيين-الفصائل العراقية الولائية.
-تعمل إيران على دعم هذه الأوراق، ولا تمانع في إستنزافها في حال وقوعها في حروب بشكل مباشر، أو بالوكالة عن إيران، طالما انها تحقق جزء من إستراتيجية إيران، وهي إستراتيجية الوصول إلى المكاسب السياسية عبر هذه الأوراق.
-في الحالة اللبنانية، فإن إيران ترى ان حزب الله يتدحرج بشكل تدريجي لصراع مفتوح مع إسرائيل، ففي حين تدعم إيران الحزب بشكل متقطع حالياً، فهي تعمل على التفاوض السياسي في قضاياها الجوهرية وتحديداً الملف النووي، وهذا ما يجعلها تمتلك اوراق سياسية واخرى للضغط على المستوى العسكري، وهذا ما دفع بالرئيس الإيراني للقول ان إيران تريد التفاوض في الملف النووي، مع علمه ان بلاده متهمة بتأجيج الصراع في الشرق الأوسط.
-ينتظر حزب الله ردة فعل إيرانية عسكرية اكبر من الرد الحالي، لذلك فقيادة الحزب لا تتسرع في الرد العسكري الشامل على الضربات الإسرائيلية، كما ان حزب الله قيادةً وعناصراً، ليدهم وجهة نظر مختلفة عن وجهة النظر الإيرانية، فإيران لديها أهداف من الصراع الحالي، أما حزب الله فلا أهداف واضحة من الدخول في العملية العسكرية إن تمت، وهذا ما يجعل الحليفان في تناقض من حيث الأهداف.
-يدعي قادة حزب الله ان تدخله في الجبهة الشمالية الإسرائيلية، اتت لأجل غزة، ويتمسكون بالبقاء ضمن ما يسمى دائرة جبهة الإسناد لصالح غزة، لكن في حقيقة الأمر فإن حزب الله لم يتمكن من الضغط العسكري اللازم ليكون جبهة إسناد فعلية لصالح غزة، وهذا ما حول الحزب من عضو فاعل في الحرب، إلى عضو ثانوي قد يخسر الكثير كونه ادخل نفسه في الحرب في الوقت الخطأ.
-الأهم حالياً بالنسبة للحزب وحاضنته، هو سؤال واضح، وهو إلى أي مدى من الممكن ان تكون إيران جبهة إسناد حقيقية للحزب في حال حدوث صراع بري؟ وهل الحزب قادر على الخروج من هذا الصراع دون تنفيذ القرار 1701؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى